رؤية الخبراء

رابطة المرأة القانونية - باريس المحامية الفرنسية و رئيسة رابطة المرأة القانونية . آنا دوريز

 

- أخبرنا عن جمعية "المرأة في القانون، استثناءات المرأة" التي أنشأتها وترأسها.

عندما بدأت ممارسة القانون، كان من السهل جدًا توظيفهم من شركة دولية أو فرنسية للقانون التجاري، شريطة يجيدون اللغة الإنجليزية؛ كانت الفترة الأقرب إلى التوظيف الكامل، ولم توجد شبكات اجتماعية لتسويق كفاءاتك القانونية ويعتمد نجاحك في مهنتك بشكل حصري تقريبًا على مهاراتك المكتسبة أو على الأقل هذا هو ما كان يعتقد على نطاق واسع؛ حيث التنوع بين الجنسين ليس مسألة لم يتحدث عنها أحد.

بلغت نسبة المرأة في القانون في الوقت الحالي 55% في شركات المحاماة وأكثر من 75% في إدارات المؤسسات القانونية. يوجد بمدرسة نقابة المحامين بباريس، 70% من الطلاب من النساء! ولكن هذا لا يعني أن أغلبيتهم يصلون إلى المناصب العليا، والأسوأ من ذلك؛ يترك عدد متزايد من النساء شركات المحاماة ويشكون من عدم المساواة في الأجور وافتقار فرص التقدم وعدم الحصول على الائتمان لعملهم.

كيف يمكن أن يكون الأمر كذلك؟ لماذا لا تزال المرأة متأخرة عن الرجل في جميع القطاعات، بما في ذلك المهن القانونية؟

قبل بضع سنوات، عندما كنت أسمع زملائي المحاميات ومستشاري الشركات يشكون من صعوبات التقدم مرارًا وتكرارًا في حياتهم المهنية؛ قررتُ إنشاء منظمة باسم "المرأة في القانون، استثناءات المرأة"، والتي تهدف إلى مساعدة النساء في القانون لتطوير قيادتهن والوصول إلى المناصب العليا، سواء في المهن القانونية أو بشكل عام في العمل، باستخدام العلامة التجارية: تعزيز القانون والأخلاق. كل منا فريد من نوعه وكل منا له استثناءات خاصة به، من المهم أن نعترف بذلك!

نؤمن أيضًا بأن المرأة في القانون لها مهمة محددة: تقديم مساهمتها في تشكيل عالمنا المتغير، حيث تلعب سيادة القانون والأخلاق دورًا بارزًا، ولهذا الغرض، يتعين على النساء في القانون أن يشغلن مناصب قيادية. «المرأة في القانون، استثناءات المرأة» تسعى جاهدة لتصبح واحدة من وسائل التقدم في مستقبلنا.

ما هي محاور عملنا؟

أولاً، نساعد أعضاءنا على تطوير قيادتهم، والعديد من النساء خبيرات ممتازات ولكن لا يُعتبر ذلك كافيًا للوصول إلى المناصب العليا. تُعتبر: الأخلاق والشجاعة والمرونة والاستراتيجية والرؤية والاحترام والتعاطف والقدرة على الإنصات والحوار مع العديد من أصحاب المصلحة والاتحاد وأن يكون لها منصب ويمكنها الاعتراض ومقاومة التوتر.... صفات قيادية لا تكون دائمًا بديهية بالنسبة للبعض منهن.

ندعو في الممارسة العملية، بشكل منتظم القيادات النسائية والمستشارة العامة للشركات الكبرى والمديرين التنفيذيين، ورئيس نقابة المحامين بباريس والوزراء السابقين... وهي فرص فريدة لأعضائنا للتفاعل مع الشخصيات الاستثنائية التي ينظر إليها باعتبارها نماذج يحتذي بها لمعرفة مواقفهم والاستماع إلى الطريقة التي تغلبوا بها على الحواجز في حياتهم المهنية، وأذكر كيف أخبرتنا مرسيدس إيرا، المديرة التنفيذية لشركة هافاس ورلد وايد، بأنها انتقلت من اسبانيا إلى فرنسا وهي تحمل أحلام فتاة صغيرة وأصبحت في الوقت الحالي واحدة من أفضل وأشهر النساء في مجال الإعلان والاتصالات، وملتزمة بتعزيز التنوع بين الجنسين والمساواة في الأعمال، كما كان لنا شرف الترحيب بفيتا ريتشاردسون؛ المدير التنفيذي ورئيس رابطة المستشارون القانونيون (لجنة التنسيق الإدارية - 50000 عضو) وقالت فيتا لنا رؤيتها لقيادة المرأة في المهن القانونية.

ثانيًا، نشارك في بعض الأحيان مع أكاديميين مثل البروفيسور/ سكوت ويستفال، مدير التعليم التنفيذي في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، لإعداد ندوات عن القيادة. في يونيو 2019، جاء من واشنطن إلى باريس للتحدث عن برنامجه "القيادة للمستشارين القانونيين" وقدم لنا نصائح عملية لتعزيز نهجنا في العمل والقيادة.

ثالثًا، ندافع عن قضايا المساواة والتنوع بين الجنسين، وساهمنا مؤخرًا في دراسة حكومية تهدف إلى زيادة عدد النساء في المناصب التنفيذية ومجالس الشركات، وكان اعترافًا استثنائيًا بالشرعية التي اكتسبتها منظمتنا فضلاً عن الفرصة للمساهمة في تغيير الخطوط، وهذا هو بالضبط نوع العمل الذي نريد تطويره.

نحرص دائمًا في سياق أعمالنا المختلفة، على إشراك النساء صغيرات السن في برامجنا القيادية والإرشادية، وكلما سارعت النساء في القانون بالعمل على مهاراتهن الشخصية والقيادية، كلما زادت قدرتهم على الصعود!

2- الريادة القانونية للمرأة بفرنسا

على الرغم من النجاحات الرمزية التي حققتها المرأة في المهن القانونية، لا زال يتعين عمل الكثير لتحقيق المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة، والخبر السار هنا هو أن عدد متزايد من مكاتب المحاماة والشركات والمؤسسات القضائية؛ أصبحوا في الوقت الحالي على دراية بضرورة ضمان منح المرأة نفس الفرصة التي يحصل عليها الرجل في المناصب القيادية العليا.

أريد أن أذكر أن جان شوفان هي أول امرأة سُمح لها بالمرافعة في المحكمة في عام 1901، ويبدو الأمر منذ فترة طويلة، ورغم ذلك ينبغي عليها أن تكافح خلال سنوات عديدة للحصول على نفس الحقوق التي يتمتع بها أقرانها الذكور. كانت الحُجة التي أثيرت لرفض طلبها مذهلة! واقتنع الرجال بأنه إذا مُنحت المرأة الحق في المثول أمام المحكمة، يقتنع القضاة بوسائل أخرى غير الحجج القانونية...

بالعودة إلى القرن الحادي والعشرين، نضع في اعتبارنا جميعًا اسم كريستين لاغارد، المحامية الفرنسية السابقة والرئيس الحالي للبنك المركزي الأوروبي. تشكل مسيرتها المهنية؛ بداية في مهنة المحاماة ثم في السياسة والاقتصاد بالإضافة إلى قيادتها العظيمة؛ أمثلة للعديد من النساء، وتظهر الصورة التي نشرتها على تويتر في نوفمبر 2019، عندما قابلت أعضاء مجلس الإدارة، امرأة واحدة محاطة بعشرين رجلاً! يبدو وكأنه مشهد من الأيام الخوالي... على أية حال، ربما لم يخطر ببال كريستين لاغارد كيف ستكون طبيعة مهنتها، أظهرت في مواقفها المختلفة قدرة هائلة على العمل وقدرة رائعة على تجميع الطاقات والموارد وفهم بيئتها والتحدث مع العديد من أصحاب المصلحة والتعبير عن شجاعتها وقدرتها على الصمود. ورغم أنها ليست خبيرة اقتصادية، إلا إنها تعتبر واحدة من أقوى القادة في العالم.

تُعتبر هذه الحياة المهنية استثنائية؛ أظهرت المحاميات الفرنسيات الأخريات الطريق إلى القيادة؛ أفكر في دومينيك دولاكراندري التي كانت أول امرأة تتولى منصب رئيس نقابة المحامين في باريس في عام 1998، أو شانتال آرينز، التي عُينت مؤخرًا رئيسًا للمحكمة العليا الفرنسية.

على الرغم من أن المهن القانونية تتألف بشكل رئيسي من النساء، سواء كن قاضيات أو محاميات ممارسون أو مستشارين قانونيين، أغلبيتهن لا يشغلن مناصب قيادية. على سبيل المثال، لا يرأس أي من أقسام القانون في أكبر 40 شركة فرنسية مستشارة عامة.

ونعلم جميعًا العقبات التي تواجهها المرأة لتطوير حياتها المهنية: عدم كفاية التوازن بين العمل والحياة وحقيقة أن الرجال غالبًا ما يتعايشون مع بعضهم البعض، انعدام الثقة بالنفس المحتمل لدى المرأة، وبالطبع الكثير من التحيزات القادمة من الرجال عندما يقررون تقديم ترقية.

تأتي الحلول من النساء والقانون والمؤسسات على حد سواء.

أولاً، ينبغي أن تكون المرأة أكثر وضوحًا وتنشر مقالات وتتكلم في المؤتمرات والندوات وتلزم نفسها في المنظمات القانونية التجارية وتظهر أنها قادرة على أن تكون قياديــة كالرجل، كما يتعين عليها أيضًا التواصل في مرحلة مبكرة من حياتها المهنية كما يفعل الرجال عادة، عندما تكون أفضل خبير في مجال القانون ولكن لا أحد يعلم ذلك، لن تصل بنفسك إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه. وبطبيعة الحال، يتطلب الأمر استثمارات معينة، وخاصة بالنسبة للنساء الأصغر سنًا.

ثم، يتعين على القانون والمؤسسات القانونية أيضًا أن تلعب دورها. عام 2001، صدر مشروع قانون بعنوان "كوبي زيمرمان" يحدد حصص للجنسين وإلزام الشركات بحضور 40% على الأقل من النساء في مجالس إدارة الشركات، ومن المؤكد أن هذا القانون ساعد المرأة على الوصول إلى مناصب قيادية ولكنه يتعلق بنسبة صغيرة من النساء في قطاع الأعمال، وهذا هو السبب في طرح جمعيات القانون والشركات أيضًا مسألة التنوع بين الجنسين في مهنة المحاماة في الوقت الحالي.

سينبئنا المستقبل ما إذا كانت المهن القانونية سوف تترك وراءها أو تتغير تغير عميق. لأن المساواة والتنوع بين الجنسين – مثل كل أوجه التباين – يُعتبر انعكاس للديمقراطية الجيدة، لأن المهن القانونية لابد أن تكون أول المهن التي تحترم سيادة القانون، فقد حان الوقت الآن لكي تقف شركات المحاماة والشركات والمؤسسات القضائية وكل المهن القانونية بشكل أكثر عموم وتضرب المثل!

3- التجربة الخاص بك بشأن القيادة والتحديات

أود أن أركز على مثالين أسهما في تطوير مؤهلاتي القيادية، وساعدني على المضي قدمًا والعيش بالقيم التي أتمسك بها بقوة.

يتعلق المثال الاول بتجربتي الثرية داخل رابطة المحامين في منطقة المحيط الهادئ التي تتألف من 1500 محام ومستشار قانوني يعملون أو لهم صلات مهنية مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وأتيحت لي، لحسن الحظ وبسرعة، فرصة تحمل المسؤوليات. وترأست لأول مرة اللجنة المشتركة للمستشارين القانونيين، وبذلك أصبحت عضوًا في المجلس. ثم بعد بضع سنوات عُرض عليّ منصب رئيس لجنة العضوية وأن أُصبح مسؤولاً في رابطة المحامين في منطقة المحيط الهادئ. وسمحت لي هذه المناصب بالتفاعل مع العديد من الثقافات المختلفة والمساهمة في تحديد استراتيجية المنظمة وتطويرها، وكذلك في تمثيل الرابطة في مختلف البلدان. رأيت من خلال مناصبي المختلفة، كم المهارات الشخصية مثل القدرة على الاستماع والتصور والإقناع والتفاعل مع الآخرين والتي تكاد تُدون بنفس أهمية المهارات المكتسبة وأن القيادة تشملهم جميعًا. يُعتبر السفر إلى عدة بلدان في آسيا لقضاء وقت الفراغ، آمر آخر لتكون قادرًا على العمل وتطوير العلاقات مع أقرانك على المدى البعيد، وأن يتم الاعتراف والثقة بها.

يتعلق المثال الثاني بمشروع أدته حاليًا رابطة المحامين الفرنسية (7000 عضو) بشأن المسؤولية الاجتماعية المؤسسية وحقوق الإنسان في المؤسسات. يسعدني أن أنسق فريق عمل بهدف تعديل المبادئ التوجيهية لمساعدة المستشارين القانونيين على فهم الالتزامات القانونية العديدة للشركات حول هذا الموضوع بشكل أفضل. يُعتبر هذا تحدٍ كبير للعمل مع أقران من أكثر من 10 شركات كبيرة مختلفة لها الاعمال التجارية الخاصة والخصوصيات التنظيمية، بالإضافة إلى تحدياتها القانونية، للحفاظ على المواعيد المحددة والكفاءة! وهذا المشروع مثير جدًا أيضًا لأنه يتماشى تمامًا مع اعتقادي الراسخ أنه بخلاف الالتزامات القانونية، والمؤسسات الآن أكثر حساسية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات وتشمل مكوناتها المختلفة في نماذج الأعمال الخاصة بها. ولذلك، فإنني أشعر بأن مساهمتي تعطي معنى قويًا لعملي القانوني، وهو ما أريد أن أقوم به يوميًا!

4- ما نصيحتك لمحامية شابة

غالبًا ما نسمع أنّ مهنة تشكلت من 3 أثلاث: يتمثل الثلث الأول في الكفاءة، والثلث الثاني في الحظ، والثلث الثالث في التواصل. وينبغي أن تكون المحاميات الشابات على علم بضرورة العمل على كل منهن.

أولاً، اعمل دائمًا واستهدف تحقيق أعلى مستوى من أجل نفسك. لا تعتقد أن المناصب العليا ليست لك بل للآخرين فقط. لماذا سيكون الوضع كذلك؟ أنت تستحق ما تحلم به.

بعد ذلك، ضع في اعتبارك أنه ينبغي أن تكون ظاهرًا لترقيتك. اترك مكاتبك وانشر المقالات وتحدث في المؤتمرات ودافع عن الأفكار واتخذ القرارات، وميز العلامة التجارية الخاصة بك.

تواصل أيضًا واستثمر بعض الوقت في مؤسسة واحدة أو منظمتين حيث ستساهم مساهمة فعالة. كن ملتزمًا من دون أن تتساءل عن العائد الفوري على الاستثمار. ستُجني ذلك عاجلاً أو آجلاً.

كن منفتحًا ومحب للاستطلاع واغرس شغفًا خارج نطاق القانون.

وأخيراً وليس آخرًا، كن استراتيجيًا: حدد أهدافك على مدى سنة أو سنتين أو خمس سنوات، وأعد خطة عمل واستعد لتعديلها وابحث عن حلفاء أو معلم (معلمون).

تعتبر الحياة أكثر متعة، استمتع بها فإنها تنخفض وترتفع في بعض الأحيان لذا تعايش معها أفضل من الندم عليها!

مواضيع مرتبطة