الإفتتاحية

جمعية المحامين الكويتية وجريمة التسويق المحامية . أريج حمادة

أعلنت جمعية المحامين الكويتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنها أصدرت قرارًا بتحويل جميع المحامين الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي  للتسويق لأنفسهم ولمكاتبهم الخاصة إلى المحكمة التأديبية مع المطالبة بشطب أسمائهم من مهنة المحاماة؛ لأن في ذلك مخالفة لميثاق الشرف وحط من قدر مهنة المحاماة وخروج عن الآداب. مع العلم بأن جميع أعضاء مجلس إدارة جمعية المحامين الحالي لم يتوقفوا عن التسويق لشخوصهم عبر التواصل الاجتماعي! لذلك أجد أن هذا السلوك سلوكا متناقضا! فمنذ متى يعد التسويق والسعي نحو استقطاب موكلين جدد جريمة وانحطاطا وخروجا عن الآداب؟

 البعض اعتبر مهنة المحاماة مهنة إنسانية لا يجوز استخدام التسويق فيها، على الرغم من أن الطب مهنة إنسانية كذلك، بالإضافة إلى اللجان والهيئات الخيرية العديدة، ومع ذلك نرى إعلاناتهم التسويقية تملأ الشوارع والتلفاز إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعية والصحف.

جميل أن يسعى المحامي إلى الحفاظ على صورة صادقة وعملية، وأن يكون حذرا وهو يسوق لنفسه عبر قنوات التواصل الاجتماعي خوفا من اهتزاز تلك الصورة. ولكن عليه أن يعي أن التسويق اليوم قد تخطى حدود الإبداع؛ حيث بات التسويق المبتكر والوجهي اختيارا مفضلا سريعا لمعظم الأعمال التجارية.

من غير المعقول أن يتم الاستمرار بالعمل وفقا للعقلية التقليدية القديمة، وأن يتم منع المحامين من التسويق لأنفسهم؛ فهو ليس بجريمة، ومن حق المحامي التسويق لنفسه واستقطاب موكلين جدد لزيادة مدخوله وتسديد التزاماته الوظيفية والحياتية؛ فالتحدي كبير جدا، إنه سوق مزدحم ومن الصعب حقًا على المحامي أن يبرز إلا بتسويق دؤوب.

لذلك، وبدلا من أن تقوم جمعية المحامين الكويتية بتوجيه التهديدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتحويل جميع المحامين والمحاميات إلى المحكمة التأديبية لارتكابهم جريمة التسويق عبر التواصل الاجتماعي والسعي نحو استقطاب موكلين جدد وتهديدهم بالشطب من مهنة المحاماة، كان الأجدر بهم أن يعملوا بشكل متطور، ووضع ضوابط للتسويق، مع إعداد دوارت تدريبية لتعزيز فن التسويق، وتطوير مهارات المحامين في التسويق أسوة بما تقوم به منظمات المحامين العالمية، بما فيها اتحاد المحامين الدولي؛ حيث ينظم العديد من دورات التسويق التدريبية لتعليم المحامين كيفية التسويق لعملهم القانوني.

والسؤال:  ما النوع الصحيح لاستراتيجية التسويق لشركات المحاماة الحديثة؟

لم يكن التسويق القانوني شائعًا عبر التاريخ، كقطاع تقليدي؛ فلم يكن شائعا رؤية لوحات إعلانية كبيرة براقة تعلن عن محامين أو عن مكاتب المحامين.

في عصر التسويق التقليدي "للمدرسة القديمة"، كان الخيار الوحيد لشركات المحاماة في دولة الكويت هو وضع لافتات على مكتبه باللون الأسود والأبيض  حتى لا يجذب الانتباه.

نمو التسويق وشركات المحاماة: لماذا يجب أن يتطور القطاع القانوني؟

لقد ولت أيام الإعلانات التقليدية، وبدأنا نرى بعض الشركات الخارقة تختبر المياه بالتسويق. وشركات المحاماة هي، أولاً وقبل كل شيء، أعمال تجارية؛ لذلك يجب أن يكون لكل نشاط تجاري نمو كجزء رئيس من استراتيجيته، وأن يكون لهم هدف شامل يتمثل في تنمية الأعمال وخلق وضع موثوق به.

عندما يصبح تسويق شركة المحاماة ضروريًا

التسويق مهم حقًا للمكاتب القانونية في هذا العصر. عندما تبدأ مكاتب المحاماة رحلات النمو الخاصة بها ويصبح السوق القانوني أكثر تنافسي ، فإن نحت جزء من السوق لشركتك أمر حيوي للبقاء واقفا على قدميه. هذا لا يعني أن عليك إطلاق حملة غناء كامل للرقص مع مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي وميزانية ضخمة.

إنها حقيقة أنه يجب على الأشخاص المحترفين ، بما  فيهم المحامون ، التسويق من أجل البقاء.

إذا كنت تعمل عمل حر و  خاص ، فأنت تعمل في مجال تجاري وتعيش في مبيعات و التزامات يجب أن تسددها ، فكيف لك أن تعمل دون تسويق لجذب و استقطاب موكلين جدد ،  إذا كنت لا تستطيع التسويق لعملك القانوني  ، فربما يجب عليك التفكير في العثور على وظيفة مع شركة أو حكومة حيث التسويق غير مطلوب.

 

مواضيع مرتبطة