رؤية الخبراء

القيادة الأنثوية – ممارسة نشطة لاقتناص وجودك مؤسسة القيادات النسائية، متحدثة دولية، داعية التنوع والشمول، بوصفها مدربة قيادة نسائية لشاغلات منصب الرئيس التنفيذي والمدير التنفيذي وصاحبات الأعمال . إيلا ستانياك

عندما تسمع كلمة "نسائي"، هل تفكر على الفور في: أداء أقل خشونة أو قوة أو أكثر خضوعًا؟

لسوء الحظ، يُساء فهم المعنى العام لكلمة "نسائي" في العديد من المحافل حتى يومنا هذا بسبب ثلاثة أسباب رئيسية:

  1. نسبة عالية من النساء (كن ولا زلن) يواجهن الظلم وانعدام المساواة والتمييز في بعض أماكن العمل وثقافات الشعوب.

  2. العديد من النساء (كن ولا زلن) يشعرن بالتفوق العددي للرجال في الأدوار القيادية.

  3. العديد من النساء قدمن تضحيات كبيرة لتحقيق النجاح الوظيفي، فمنهن من ضحت بالصحة والرفاهية، والحياة الأسرية، والعلاقات الحميمة.

أدت تلك المواقف والخبرات بالعديد من النساء إلى الاعتقاد بأن الحصول على السلطة والاحترام يستوجب منهن إنكار أنوثتهن إلى درجة حرجة.

في هذا المقال، أعتزم تسليط الضوء على ثلاثة عناصر رئيسية لمصطلح "القيادة النسائية" والتي ثبتت أهميتها بالنسبة للمرأة بشكل أساسي لتحقيقها في أدائها بغرض النجاح في رحلة الحصول على المكان الصحيح على طاولة مجلس الإدارة، ولاقتناص قيمتها الحقيقية وتلبية حقها المكتسب في تحقيق كل ما تتمناه في هذا الخصوص!

تشير الإحصاءات في أستراليا إلى أن تمثيل المرأة منخفض للغاية في صنع القرار، ووفقًا لتقرير وكالة المساواة بين الجنسين في مكان العمل  WEGEA لعام 2019/2020، تشغل النساء 14.6٪ من مناصب الرئاسة و 28.1٪ من المناصب الإدارية، وتمثل 18.3٪ من الرؤساء التنفيذيين و 32.5% من موظفي الإدارة الرئيسية، على الرغم من أن التنوع من خلال الأصوات النسائية على جميع مستويات القيادة سوف يثمر عن اتخاذ قرارات أفضل وتحقيق نتائج أكثر إنصافًا في جميع أنحاء العالم.

بعد أن حَظيتُ بامتياز لأكثر من عقد من الزمان بالعمل مع القيادات النسائية عالية المستوى والرياضيات والمليونيرات ورائدات الأعمال والمتخصصات في تغيير السلوك والتدريب التنفيذي عالي الأداء، شاهدت مرارًا وتكرارًا نساء قويات يعتقدن أن إنشاء حياة مهنية يصاحبه تضحيات جسيمة، وبعد تجربة سلسلة من "استيعاب الدرس بالطريقة الصعبة"، أعتقد أنني أكثر من مجهزة للقول بأن "بعض التكاليف باهظة للغاية بحيث لا يمكن دفعها"، فمن غير المقبول الإضرار برفاهية الفرد أو التشكيك في إمكانية دمج الأسرة في نمط حياة مزدحم، بل ومن المدهش أن النسبة الغالبة من النساء هن اللائي يتحملن الشعور بعدم الثقة والاستخفاف، في هذه الحالات، يشعرن وكأن محتالا يحاول حرمان المرأة من استنشاق الحرية أو الإنجاز أو الرضا.

القيادة الأنثوية هي ممارسة نشطة لاقتناص وجودكِ كامرأة قوية تدمج جميع جوانب هويتها، ولكي يحدث ذلك يحتاج المرء إلى "القيام بالعمل الداخلي".

بعض الفوائد التي لا تقدر بثمن لوجود النساء في جميع مستويات صنع القرار:

  1. التواصل: حيث تميل النساء إلى استخدام قوة عملية الاتصال بدلاً من النتائج بمعزل عن غيرها، يسعى النهج الذكوري إلى الحل السريع ويقود المحادثة نحو نتائج أسرع.
    غير أن النهج الأنثوي يدرك تلك العملية ويؤدي ذلك إلى إطلاق فرص لمزيد من الحوار في الاتصال، ويضع نغمة الانفتاح والمرونة ويمكن أن يسهل توصيل الرسائل الصعبة بطريقة أكثر انسيابية، كما يتيح استثمار الوقت في جدوى تفاعل التواصل في بعض الأحيان أن تولد نتائج جديدة تفوق التوقعات.

  2. وفقًا لآن كامينغز، مديرة برنامج "نساء في القيادة: يميل برنامج الإرث والفرص والتحديات في التعليم التنفيذي في وارتون إلى القول بأن الرجال يكونون أكثر توجهاً نحو المهام بينما تتخذ النساء أسلوبًا أكثر شخصية في القيادة، لذلك، يميل الأسلوب "الذكوري" نحو السلوكيات الحازمة والقائمة على المهام، بينما يكون الأسلوب "الأنثوي" أكثر توجهاً نحو العلاقات والديمقراطية، فالنتائج الأعظم يتم خلقها في البيئات التي يسري فيها الدعم والعمل الجماعي داخل الثقافة ذاتها.

  3. النتائج المالية: في دراسة حول مكان العمل أجرتها مكينزي، من المرجح أن تشهد 21٪ من الشركات ربحية أعلى من المتوسط ​​إذا كانت القوى العاملة متنوعة بين الجنسين، فالتنوع أيضا يحسن الإنتاجية.

هذه المقالة لا تدور حول تحديد الأفضل للقيادة، الرجل أم المرأة، ولكن النقاش الوارد هنا يدور حول تسليط الضوء على الأساليب الفريدة التي تنتهجها المرأة في القيادة والتي تثمر عن نتائج غير مسبوقة، وأنها بدون شك تكمل الرجل إذا تمكنا من التخلي عن نماذج الأجيال القديمة للهياكل النمطية بخصوص مكان العمل والمنزل، سنرى التغيير الحقيقي أمام أعيننا، "لن تتمكن من اكتشاف محيطات جديدة ما لم تكن لديك الشجاعة للإبحار بعيدا عن الشاطئ." أندريه جيد.

يقودني ذلك إلى جوهر مقال اليوم، وهو عبارة عن العناصر الرئيسية الثلاثة لنجاح القيادة الأنثوية التي تستخدمها النساء في جميع أنحاء العالم للقيادة والحياة في ذات الوقت "الحياة المثالية":

  1. الحدس: يولد كل شخص بغريزة طبيعية تسمى شعور غريزي، ومع ذلك، يختار معظم الناس إما عدم الاستماع إليها أو تجاهل قوتها، أما المرأة فتعتبرها حاسة سادسة، هذه ليست دربا من الممارسات السحرية أو الغيبية كما قد يعتقد البعض، قال ألبرت أينشتاين ذات مرة، "كل شيء طاقة، وهذا كل ما في الأمر" هؤلاء القائدات اللواتي يسترشدن ويجمعن بين غرائزهن ونداءاتهن الداخلية وأحاسيسهن على قدم المساواة مع ذكائهن وخبراتهن المهنية وعقلانيتهن، فهن بذلك التناغم يتمتعن بقوة تفوق الخيال، إن الثقة في القدرة على اتخاذ قرارات متوافقة في أي ظرف من الظروف وعلى أي مستوى من الأهمية هو أحد الأصول الهامة، كما أن النساء اللواتي يشعرن بالارتباط بعقيدتهن ولديهن رابطة غير قابلة للكسر مع مفهوم "القوة العليا" بكل تعريفاته المختلفة هن أكثر استعدادًا لتجنب حدوث الارتباك أو التسويف أو التهرب أو أي شكل آخر من أشكال التخريب الذاتي.

  2. السباحة ضد التيار: نحن نعلم جيداً أن القيادة المتميزة يُستدل عليها بقدرة القائد على العمل في ظروف استثنائية من عدم الراحة، بل إن البعض من عظماء القادة يسعون وراء ذلك النوع من ظروف العمل لأنهم يدركون أن التغلب على التحديات يضعهم على الطريق الأسرع للنجاح، في حين يبقى العامة من القادة الأُخر ضمن المبتعدين عن تلك الظروف القاسية والبقاء مكانهم حيث الراحة والكسل وقلة النجاحات، في ذلك نجد أن معظم النساء لديهن نهجًا مختلفًا في التعامل مع المقاومة بشكل كبير عن غالبية الرجال ويتعلق الأمر هنا بمقارنات مختلفة لتحمل الملكية وتحمل المسؤولية، النهج الذكوري كما ذكرنا سابقًا سيكون تركيزه على إنهاء تلك "الضوضاء" ودفع المبادرات نحو تحقيق نتائج سريعة، ولن يلتفتوا إلى أن هذه المهارة الهامة يجب امتلاكها وتبنيها، فهي تتعلق بما يحدث قبل تحقيق النتيجة وهو الأمر الأكثر أهمية، فعلى الجانب الآخر تتبنى إناث القادة تلك المهارات العملية، وهن بذلك يصبحن أكثر شمولية ويخلقن بيئات ثقة ويسهلن ويحترمن جميع وجهات النظر، يسمح هذا النهج للأشخاص المشاركين أن يشعروا بأنهم منخرطون في العملية القيادية، كما أنه يحث على فوائد التعلم والتفكير التي تعد أدوات تقدير وتقييم ذاتي رائعة، قد يكون من شأن ذلك إطالة المدى الزمني للعملية، ولكنه بالتأكيد يغير ديناميكية النظام البيئي للقرار بأكمله بطريقة أكثر شمولاً.

  3. الالتزام: من الحقائق المعروفة أن المرأة تواجه مشكلة في وضع احتياجاتها الخاصة أولاً، وننوه هنا أن تلك الفطرة تنطبق على المرأة لا المرأة القائدة! فهؤلاء النساء اللواتي يعطين الأولوية لاحتياجاتهن، ويحترمن حدودهن الشخصية والمهنية ويضعن قيمة متساوية لأنفسهن مع أي شخص آخر هن اللائي يظهرن كونهم قادة ولسن اللائي يؤدين القيادة، هؤلاء هن النساء اللائي يعطين الحوار حقه في بيئة العمل، هن النساء اللواتي يمتلكن وجودهن، لماذا إذاً يجب أن تهتمين بنفسك أولاً؟ لأن مستوى رفاهيتك ويقينك وشغفك ليست من العوامل المعلنة التي سوف يلاحظها الناس بمجرد دخولك عليهم، وجودك بمفرده له تأثير، عندما تمتلكين قوتك، فإنك بذلك تُعلِّمين من هم في بيئتك كيفية التعامل معك، إن القائدات اللاتي يتبنين قيمتهن يقررن أنهن يتمتعن بالحيلة والمرونة والقدرة على التغلب على أي محنة وهؤلاء هن القائدات اللاتي نريد أن نعتبرهن قدوة في مجتمعنا لأنفسنا وللأجيال القادمة.

هل يمكنك أن تتخيل عالماً نرى فيه المزيد من النساء يقودن أعمالاً ومنظمات عالمية مزدهرة، النساء اللواتي يعشن بقيمهن، ويحترمن حدودهن ويعشن ما يعنيه أن يكن ناجحات في جميع مجالات الحياة؟ تخيل أماكن عمل مزدهرة تم بناؤها على قدم المساواة من قبل الرجال والنساء الذين يدافعون عن نقاط القوة لدى بعضهم البعض ويدعمون بعضهم البعض في السعي لتحقيق نتائج استثنائية غير مسبوقة.

لكي تتم معاملة النساء على مستوى العالم على قدم المساواة، ويحظين بالاحترام بنفس مستوى نظرائهن من الرجال، يجب أن يدركن أهمية "القيام بالعمل الداخلي". لماذا؟ يعتبر الوصم والتفاوتات القائمة هو الوضع السائد، وعلى النساء، سواء أحببنا ذلك أم لا، أن يعملن بجدية أكبر من الرجال ليُنظرن ويُسمعن ويُفهمن على أعلى مستويات القيادة، فكلما زاد ثباتهن وقوتهن وتكاملهن على المستوى الشخصي فإن ذلك سيمكنهن من الدفاع عن أي وضع صحيح ومواجهة أي وضع خاطئ، إن أعلى توصياتي اليوم لهؤلاء النساء اللواتي يعرفن أنهن لديهن إمكانات غير محدودة هي: الاستثمار في العثور على المرشد المناسب أو المدرب أو الشريك المسؤول ليأخذك إلى حيث تريدين الوصول، فالحصول على الدعم المناسب هو أغلى الأصول التي لا تقدر بثمن، وأي شخص وصل إلى القمة يعلم جيداً أن الحصول على الدعم المناسب هو أكبر قوة داعمة له!

ما زلنا حتى يومنا هذا في مراحل بدائية مبكرة من تكريم واحترام الجوانب والصفات الأنثوية للقيادة مقارنة بالمثل من الذكور، وعلاوة على ذلك، أشعر بالفخر بأن ألعب دورًا في إلهام الجيل القادم من النساء المستعدات لإيقاظ إمكاناتهن وتأييد تألقهن والنجاح في تحقيق رُقي لا نهائي على المستوى الشخصي والمهني.

المراجع

https://www.wgea.gov.au/publications/gender-workplace-statistics-at-a-glance-2020#:~:text=Women%20in%20leadership,-Latest%20results%20from&text=Women%20hold%2014.6%25%20of%20chair,no%20female%20directors%20%5B20%5D.

https://www.workplace.com/blog/diversity-in-the-workplace

https://knowledge.wharton.upenn.edu/article/the-masculine-and-feminine-sides-of-leadership-and-culture-perception-vs-reality/

مواضيع مرتبطة