رؤية الخبراء

جريمة الاتجار بالبشر المحامية . دانا نصر الله

في البداية، أود التأكيد أن جريمة الاتجار بالبشر تشكل انتهاكًا خطيرًا في حق البشرية. وتشمل جريمة الاتجار بالبشر أشكالًا مختلفة من بينها سرقة الأعضاء البشرية والإجبار على العمل والزواج القسري والاجبار على ممارسة البغاء وغير ذلك من أشكال الاستغلال الجنسي.

يستخدم تجار البشر النساء في تجارة الجنس والأطفال في التسول وتسليم المخدرات، فضلًا عن إجبارهم الأشخاص على العمل دون أجر.

هناك نقطة أخرى جديرة بالملاحظة وهي أن العمل الجبري هو أول سبب شائع في عملية الاتجار بالبشر، حيث يُعد بذلك العمل الجبري ثاني أكبر جريمة في العالم، إذ يوجد ما يزيد عن 64% من هذه العمالة الجبرية في الاقتصاد الخاص، وحيث يقوم الأفراد أو الشركات باستغلالهم في تنفيذ مصالحهم الخاصة. وإذا لم يتم مكافحة هذا الأمر فإنه قد يستمر ويتواصل إلى الأجيال القادمة.

يمكن أن تُعزى جريمة الاتجار بالبشر إلى عدة عوامل، وهي في الغالب عوامل اجتماعية واقتصادية. حيث يستهدف تجار البشر شخصًا ما لأنه يدرك نقاط ضعفه، ويقومون باستخدام الخداع والعنف والابتزاز لإبقائهم تحت طوعهم، وربما يستغل تجار البشر نقص معرفة هؤلاء الأشخاص بالقانون وربما يقع ذلك لوجود حواجز في اللغة.

وعلاوة على ذلك، غالبًا ما توصف جريمة الاتجار بالبشر بأنها ذات أرباح مرتفعة وقليلة المخاطر، حيث أنها تُعد ثاني أكبر صناعة في العالم إذ تقدر أرباحها بنحو 31 مليار دولار.

في بعض الأحيان تشكل جريمة الاتجار بالبشر جزءً من جريمة منظمة دولية أكبر، وترتبط بجرائم أخرى كغسيل الأموال، والجرائم المالية وجرائم الهجرة.

ومن أجل إنهاء هذه الجريمة، يجب علينا جميعًا بذل قصارى جهدنا، أفراد وحكومات، لمقاومة جميع أشكال هذه الجريمة والتخلص منها.

ولا يفوتني في النهاية أن أشير إلى أن بعض الإجراءات البسيطة كالإبلاغ عن أي ضحايا محتملين قد تساعد على إنقاذ حياة إنسان ما.

مواضيع مرتبطة