مقالات

أول محامية كويتية سعاد الجاسم القناعي رئيسة التحرير . أريج عبدالرحمن حمادة

شاءت الأقدار أن يكون تأسيسي مهنياً على يد أول محامية كويتية، المستشار القانوني العام للبنك الأهلي المتحد، المرحومة بإذن الله سعاد الجاسم، أسكنها الله فسيح جناته.

لم تكن شخصية عادية؛ بل كانت مدرسة بالقانون والأخلاق. تميزت بكاريزما خاصة مزجت بين القوة والحنان، والشدة والليونة، والجدية وخفة الظل. امتلكت ابتسامة جميلة جداً. لذلك أشعر بالفخر بأنني عملت تحت قيادتها مدة 8 سنوات، تعلمت خلالها الكثير منها.

تخرجتْ سعاد الجاسم من جامعة الكويت، وعملت في بداية حياتها العملية في مكتب العيسى والبدر للمحاماة عام 1974 وكانت متخصصة في قضايا الأحوال الشخصية. وقد حصلت على دعم كبير من زملائها المحامين، بل كانوا فرحين جداً بوجودها بينهم؛ فقد كانت المرأة الوحيدة التي كانت تترافع أمام المحاكم الكويتية آنذاك.

انتقلت بعد ذلك للعمل في بنك الكويت والشرق الأوسط (سابقاً) وهو البنك الأهلي المتحد حاليا. وقد تدرجت في عملها إلى أن تقلدت منصب مدير الإدارة القانونية للبنك، لتكون أول امرأة قانونية كويتية تتقلد هذا المنصب بعد أن أثبتت جدارتها، واستطاعت قيادة فريق الإدارة القانونية بنجاح وتميز. وقد ترأست العديد من اجتماعات كبار مستشاري البنوك. وكانت لها بصمة مهمة في العديد من القضايا المعقدة في القطاع المصرفي بشكل عام و في البنك بشكل خاص ، إلى أن تقلدت أخيراً منصب مستشار قانوني عام في البنك الأهلي المتحد، لتكون أيضاً أول امرأة كويتية تتقلد هذا المنصب.

كانت عاشقة للكويت، وداعمة بقوة لشباب وشابات الكويت، ولا تقبل سماع مقولة (الكويتيون لا يحبون العمل).

وفي عز نشاطها وقوتها مرضت بجلطة في القلب وأصابتها جرثومة أثناء إجراء عملية القلب لها، فتوفيت وانتقلت إلى رحمة الله. عام 2006 .

هذه الإنسانة لها فضل كبير عليّ لا أنساه أبدًا. كانت تحرص يومياً على المرور بجميع موظفي الإدارة القانونية لتقول لنا "صباح الخير ". وبعدها تبدأ عملها من خلال مكتبها.

شجعتني كثيراً على خوض تجارب عملية جديدة وصعبة رغم قلة خبرتي؛ فقد كنت حديثة التخرج، إلا أنها آمنت بقدراتي ومهاراتي العلمية. وكانت دائماً تردد على مسامعي "إنتي تذكريني ببدايتي العملية كان فيني نفس الشغف وحب العمل والنشاط اللي أشوفه فيك اليوم".

كانت تتميز بميزة جميلة بدفاعها المستميت عن أعضاء الإدارة القانونية في البنك؛ فكانت سندا كبيرا لنا داخل البنك أثناء الصراعات التي تحصل بين الموظفين بسبب أجواء المنافسة، فأضفت على الإدارة القانونية هيبة وقوة داخل البنك، ما ساعد على تعزيز الثقة فينا كقانونيين داخل البنك.

مهما كتبت، فإنه يصعب عليّ أن أستوفيها حقها، لكني سأختم مقالي بالقول بأنني محظوظة جداً لأنها كانت مديرتي في بداية حياتي العملية؛ فقد تعلمت منها الكثير. و إنه لشرف كبير لنا جميعاً كمحاميات كويتيات أن تكون قدوتنا هي سعاد الجاسم، أول محامية في الكويت.

مواضيع مرتبطة